مقدمة: فهم الإطار القانوني الشخصي في المغرب
يتميز المغرب بنظامه القانوني الغني والمعقد، مما يوفر إطارًا فريدًا للشؤون الشخصية، مستمدًا أحكامه من الشريعة الإسلامية (خاصة في مسائل الأحوال الشخصية) ومن التقاليد القانونية الفرنسية والإسبانية في مجالات أخرى. تمنح هذه الازدواجية القانون المغربي طابعًا خاصًا يتطلب فهمًا عميقًا لكل من يقيم فيه أو له مصالح به. يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل شامل ومفصل للتعامل مع تعقيدات القانون الشخصي المغربي، مع دمج الخصوصيات المحلية للدار البيضاء والمملكة ككل، مع تسليط الضوء على المبادئ العالمية الأساسية. وهو موجه للمواطنين المغاربة والمقيمين الأجانب وأفراد الجالية، الذين يسعون لتأمين حقوقهم وفهم التزاماتهم في مجالات متنوعة مثل قانون الأسرة، وقانون العقارات، وقانون الشغل، وغيرها من الجوانب القانونية الأساسية.
قانون الأسرة (المدونة)
يخضع قانون الأسرة المغربي بشكل أساسي للمدونة، وهي مجموعة قوانين صدرت عام 2004 وشكلت إصلاحًا هامًا لحقوق المرأة والطفل. تستمر هذه المدونة في التطور، مع توقعات بإصلاحات كبيرة مرتقبة لعام 2025. تلعب النيابة العامة دورًا محوريًا كطرف رئيسي في جميع الدعاوى الرامية إلى تطبيق أحكام المدونة.
الزواج
يعتبر الزواج في المغرب ميثاقًا مقدسًا، يقوم على التراضي المتبادل، ويهدف إلى إقامة اتحاد شرعي ودائم. أهدافه هي الإخلاص المتبادل، والعفة، وتأسيس أسرة مستقرة تحت الإشراف المشترك للزوجين.
شروط الصحة والإجراءات الشكلية
أحدثت مدونة 2004 تطورات ملحوظة في شروط الزواج. تم توحيد الحد الأدنى لسن الزواج عند 18 عامًا لكل من الرجال والنساء، متخلية عن الحد السابق البالغ 15 عامًا للنساء. يهدف هذا التوحيد إلى ضمان النضج الجسدي والنفسي والعاطفي الكافي للزوجين المستقبليين. تُعد الاستثناءات لزواج القاصرين ممكنة ولكنها تخضع لشروط صارمة وإذن قضائي مسبق، كما هو مفصل في المواد من 20 إلى 22 من مدونة الأسرة.
الرضا هو حجر الزاوية في الزواج. يجب التعبير عنه لفظيًا، أو إذا لم يكن ذلك ممكنًا، كتابيًا أو بأي إشارة مفهومة. من الضروري أن يكون هذا الرضا متطابقًا، ومعبرًا عنه فورًا، وحاسمًا، دون أن يكون مرهونًا بأجل أو شرط واقف أو فاسخ. يجب أن يتمتع الطرفان أيضًا بالأهلية القانونية للزواج.
الصداق شرط أساسي للزواج في القانون المغربي. يُشترط عدم الاتفاق على إسقاطه لصحة الزواج. يجب أن يذكر عقد الزواج إلزاميًا مبلغ الصداق، وأن يحدد، عند الاقتضاء، ما يجب دفعه مقدمًا أو مؤجلاً.
يتعلق إصلاح رئيسي في مدونة 2004 بالولاية في الزواج. أصبحت الآن حقًا للمرأة الراشدة، تمارسه حسب اختيارها ومصالحها، مما يلغي الالتزام السابق بوجود ولي للزواج. يعزز هذا الحكم استقلالية المرأة وكرامتها في عملية الزواج.
الزواج المختلط
يخضع الزواج المختلط، الذي يشمل مواطنًا مغربيًا وأجنبيًا، لإجراءات محددة. يجب على المغربي أو المغربية الراغبين في الزواج من أجنبي تقديم ملف يتضمن مجموعة من الوثائق إلى كتابة ضبط قسم قضاء الأسرة. يُمنح الإذن بالزواج بعد إجراء تحقيق. فيما يتعلق بالدين، ينص القانون المغربي الحالي على أن المرأة المسلمة لا يمكنها عقد زواج صحيح إلا من مسلم، بينما يمكن للرجل المسلم أن يتزوج من امرأة من أهل الكتاب (يهودية أو مسيحية).
الذمة المالية للزوجين
تحافظ المدونة على مبدأ فصل الأموال، حيث يكون لكل زوج ذمته المالية الخاصة. ومع ذلك، فإن هناك ابتكارًا هامًا في المادة 49 من مدونة الأسرة يسمح للزوجين بالاتفاق، في وثيقة منفصلة عن عقد الزواج، على شروط استثمار وتوزيع الأموال التي اكتسباها خلال زواجهما. في غياب مثل هذا الاتفاق، تطبق القواعد العامة للإثبات، ويقوم القاضي بتقييم مساهمة كل زوج في إثراء الأسرة. يوفر هذا الحكم مرونة كبيرة للإدارة المالية للأسرة ويشكل تقدمًا في الاعتراف بالمساهمة الاقتصادية للمرأة.
الطلاق
شهد الطلاق في المغرب إصلاحًا عميقًا بموجب مدونة 2004، التي استبدلت التطليق الأحادي من قبل الزوج بنظام يخضع للرقابة القضائية، بهدف موازنة حقوق الزوجين وحماية الأسرة. يمكنك قراءة المزيد حول هذا الموضوع في إجراءات الطلاق في المغرب: دليل واضح وشامل.
الإصلاحات وأنواع الطلاق
وسعت المدونة حق المرأة في طلب الطلاق (التطليق) لأسباب مختلفة، مثل إخلال الزوج بشرط من شروط عقد الزواج، أو ضرر لحق بها (مثل عدم الإنفاق، أو هجر بيت الزوجية، أو العنف، أو غيره من أنواع الإيذاء)، أو غياب الزوج، أو عيب مانع، أو الإيلاء أو الهجر. هذا التطور حاسم لكرامة المرأة واستقلاليتها.
يُعترف الآن بعدة أنواع من الطلاق:
- الطلاق تحت المراقبة القضائية: هو فسخ ميثاق الزوجية تحت إشراف القاضي، بهدف تقييد الممارسة التعسفية للطلاق وتعزيز آليات الصلح والوساطة.
- الطلاق الاتفاقي: يمكن للزوجين الاتفاق على إنهاء زواجهما، بشروط أو بدونها، ولكن هذا الاتفاق يخضع للمراجعة القضائية لضمان مطابقته للقانون وحفظ حقوق كل طرف، وخاصة الأطفال.
- الخلع: يمكن للزوجة طلب الطلاق مقابل عوض للزوج. من الضروري الحفاظ على حقوق الأطفال في هذه الحالة. إذا أصرت الزوجة على طلب الخلع ورفض الزوج، يمكنها اللجوء إلى مسطرة الشقاق.
- الطلاق للشقاق: في حالات الخلاف العميق والمستمر بين الزوجين، يمكن للمحكمة أن تحكم بالطلاق بعد محاولة الصلح وتدخل الحكمين. تأخذ المحكمة في الاعتبار مسؤولية كل طرف في أسباب الطلاق عند تقييم التعويض عن الضرر اللاحق.
إجراءات الطلاق
تبدأ إجراءات الطلاق بمحاولة صلح إلزامية أمام القاضي، معممة على جميع حالات الطلاق باستثناء حالة الغيبة. إذا فشل الصلح، تأذن المحكمة للعدول بتحرير وثيقة الطلاق، مع تحديد الحقوق المستحقة للزوجة، وعند الاقتضاء، حضانة الأطفال. حددت المدونة أجلًا أقصاه ستة أشهر للبت في طلبات الطلاق القضائي لتسريع الإجراءات. تكون أحكام الطلاق الأجنبية قابلة للتنفيذ في المغرب بعد تذييلها بالصيغة التنفيذية (الإكسيكواتور)، شريطة أن تكون مبنية على أسباب تتوافق مع مدونة الأسرة المغربية.
حضانة الأطفال (الحضانة)
تولي المدونة أهمية قصوى لمصلحة الطفل الفضلى في قضايا الحضانة، مدمجةً أحكام الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب. لمعرفة المزيد عن تفاصيل الحضانة، راجع مقالنا شرح حضانة الأطفال في المغرب: فهم نظام الحضانة.
المبادئ الأساسية وترتيب الاستحقاق
تؤول الحضانة أولاً للأم، ثم للأب، ثم للجدة لأم الطفل. وفي حالة عدم وجودهم، تقرر المحكمة إسناد الحضانة إلى أحد الأقارب الأكثر قدرة على تحملها، دائمًا بما يخدم مصلحة الطفل العليا.
الشروط والحقوق
تشمل شروط إسناد الحضانة الرشد القانوني لغير الأبوين، والاستقامة، والأمانة، والقدرة على تربية الطفل، وضمان سلامته وحمايته دينيًا وجسديًا وأخلاقيًا، بالإضافة إلى متابعة تعليمه.
من التطورات الملحوظة حق الطفل، عند بلوغه الخامسة عشرة من عمره، في اختيار أي من والديه سيتولى حضانته في حالة فسخ العلاقة الزوجية. علاوة على ذلك، لا يؤدي زواج الأم الحاضنة تلقائيًا إلى إسقاط حقها في الحضانة، خاصة إذا لم يتجاوز الطفل سن السابعة، أو إذا كان انفصاله عن أمه سيسبب له ضررًا، أو إذا كان مصابًا بمرض أو إعاقة تجعل حضانته من قبل شخص آخر صعبة، أو إذا كان الزوج الجديد من محارم الطفل.
يحتفظ الوالد غير الحاضن بحق الزيارة واستقبال الطفل، ويمكن الاتفاق على تنظيم ذلك بين الوالدين، أو تحدده المحكمة في حالة عدم الاتفاق.
السكن والأجرة
تنص المدونة على أن توفير سكن ملائم للطفل المحضون هو التزام مستقل عن باقي عناصر النفقة. علاوة على ذلك، تستحق أجرة الحضانة من الشخص الملزم بنفقة الطفل، وهي متميزة عن أجرة الرضاعة والإنفاق. لا يمكن للأم المطالبة بأجرة حضانة أطفالها خلال العلاقة الزوجية وأثناء فترة العدة في حالة الطلاق الرجعي.
النفقة
النفقة هي التزام قانوني ينشأ عن الزواج والقرابة والالتزام.
الالتزام والتقدير
يُقدر مبلغ النفقة مع مراعاة دخل الملزم بها، وحال المستحقين لها، وتكلفة المعيشة، وأعراف وعادات الوسط الاجتماعي للمستفيد. جعلت مدونة 2004 الأب مسؤولاً عن نفقة أولاده حتى بلوغهم سن الرشد أو حتى سن 25 عامًا إذا كانوا يتابعون دراستهم. لا تفقد البنت حقها في النفقة إلا بالزواج أو الاستقلال المالي.
المدة والتنفيذ
يمكن للزوجة المطالبة بالنفقة الزوجية طالما أن العلاقة الزوجية قائمة، بما في ذلك أثناء الإجراءات القانونية. ينتهي حقها في النفقة الزوجية بعد الطلاق وانتهاء فترة العدة. تُقدر نفقة العدة من قبل القاضي وتستمر حتى نهاية هذه الفترة، التي تختلف مدتها حسب حالة المرأة (على سبيل المثال، ثلاثة أطهار كاملة للمرأة التي تحيض).
في حالة رفض الزوج دفع النفقة، يمكن الحجز على راتبه، ويُخصم قسط النفقة الشهري بالكامل. يمكن أيضًا خصم الجزء القابل للحجز كضمان لدفع الأقساط المؤقتة. إذا كانت الأموال المنقولة غير كافية، يمكن متابعة تحصيل النفقة من العقارات. تبت المحكمة في قضايا النفقة في أجل أقصاه شهر واحد.
الإرث والوصية
قانون المواريث في المغرب مجال هجين، متجذر بقوة في مبادئ الشريعة الإسلامية (الفرائض)، ولكنه مؤطر أيضًا بأحكام تشريعية. يمكنك التعمق في هذا الموضوع عبر قانون الميراث في المغرب: ما يجب أن يعرفه الوافدون والمحليون.
المبادئ الإسلامية وأنصبة الورثة
في الإسلام، يعتبر المال مال الله، والإنسان مستخلف فيه. لا يمكن للمتوفى أن يتصرف في تركته كما يشاء؛ فالورثة الشرعيون محددون بموجب القانون ويجب أن يكون لهم صلة قرابة أو زواج بالمتوفى. من المستحيل التنازل عن صفة الوارث.
تُحدد أنصبة التركة بقواعد محددة. يحصل الأبناء على حصة متساوية، مقسمة بينهم بالتساوي. وتحصل البنات على نصف ما يحصل عليه الأبناء. إذا كن وحيدات، يأخذن نصف التركة؛ وإذا كن اثنتين أو أكثر، يتقاسمن الثلثين. يحصل الأب على سدس التركة إذا كان هناك فروع وارثة، وتحصل الأم أيضًا على السدس مع وجود الفروع، أو الثلث في غيابهم. وللزوج الباقي على قيد الحياة أيضًا أنصبة محددة: يحصل الزوج على الربع إذا كان هناك فروع وارثة، والنصف في غيابهم؛ وتحصل الزوجة على الثمن إذا كان هناك فروع وارثة، والربع في غيابهم.
أدخلت مدونة 2004 حق الإرث لأحفاد الأم، على غرار أبناء الابن، استنادًا إلى الاجتهاد والعدل في "الوصية الواجبة". ومع ذلك، لا تزال مسألة المساواة في الإرث بين الجنسين موضع نقاش ولم تتم مواءمتها بالكامل مع المبادئ الدستورية للمساواة في الإصلاحات الأخيرة، حيث رفض المجلس العلمي الأعلى هذه التوصية.
إجراءات الإرث
قبل البدء في إجراءات الإرث، يلزم توفر وثيقتين أساسيتين: شهادة الوفاة ورسم الإراثة. يجب الحصول على شهادة الوفاة في غضون 30 يومًا للوفيات في المغرب، أو سنة واحدة للوفيات في الخارج، تحت طائلة غرامة. يتم توثيق رسم الإراثة، الذي يعدد الورثة، من قبل المحكمة بعد تقديم شهادة الوفاة ونسخ من بطاقات هوية الورثة.
بمجرد إعداد رسم الإراثة، يمكن البدء في عملية التركة. يشمل ذلك جرد وتقييم الممتلكات (عقارات، منقولات، أصول مالية)، غالبًا بمساعدة موثق أو عدول. بعد ذلك، يجب تسوية ديون والتزامات المتوفى قبل توزيع الممتلكات بين الورثة. يتم نقل ملكية العقارات لدى مصالح المحافظة العقارية.
الوصية
الوصية هي وثيقة يعبر فيها الشخص عن إرادته بشأن توزيع ممتلكاته بعد وفاته، لصالح ورثة أو موصى لهم. لكي تكون الوصية صحيحة في المغرب، يجب أن تستوفي عدة شروط: يجب أن يكون الموصي راشدًا وكامل الأهلية العقلية وقت تحريرها، ويجب أن تكون الوصية محررة بوضوح ودقة، بحضور شهود.
ومع ذلك، تخضع الوصية في القانون المغربي لقيود صارمة تمليها الشريعة الإسلامية. لا يمكن أن تضر بالورثة الشرعيين، ويجب ألا تتجاوز الوصايا ثلث إجمالي التركة. لا يمكن حرمان وريث شرعي (مثل الزوجة أو الأبناء). علاوة على ذلك، بموجب الشريعة الإسلامية، لا يرث غير المسلم المسلم، والعكس صحيح.
إرث الأجانب
بالنسبة للأجانب الذين يمتلكون عقارات في المغرب، يتم تحديد توزيع الإرث بشكل عام بموجب قانون بلدهم الأصلي. ومع ذلك، تخضع العقارات الموجودة في المغرب لضرائب الإرث المغربية، والتي غالبًا ما تكون أقل من تلك المطبقة في بلدان أخرى. من المهم ملاحظة أنه لا توجد اتفاقية محددة تغطي حصريًا حقوق الإرث بين المغرب وفرنسا، على سبيل المثال، مما قد يؤدي إلى ازدواج ضريبي. ومع ذلك، يمكن خصم ائتمان ضريبي يعادل المبلغ المدفوع بالفعل في المغرب من ضرائب الإرث المستحقة في فرنسا. يوصى بشدة بالتخطيط للتركة، من خلال الهبات أثناء الحياة أو وصية مناسبة، للحد من الضرائب المستحقة في كلا البلدين.
قانون العقارات
سوق العقارات المغربي ديناميكي ويوفر فرصًا، ولكنه مؤطر بقوانين وإجراءات محددة تضمن أمن المعاملات.
اقتناء عقار سكني
حقوق الأجانب والإجراءات القانونية
يسمح المغرب للأجانب بشراء العقارات في البلاد، دون قيود محددة. تتضمن عملية الاقتناء عادةً عدة خطوات رئيسية:
- الاستعلام والبحث عن المنطقة والعقار المطلوب.
- الاستعانة بوكالة عقارية محلية لاختيار العقارات وزيارتها.
- التفاوض على السعر وتحديد شروط البيع مع البائع والوكيل.
- تأمين التمويل اللازم، سواء عن طريق قرض عقاري في بلد المنشأ أو قرض عقاري من بنك مغربي. قد تطلب البنوك المغربية تأشيرة إقامة، وإثباتات دخل قوية، ودفعة أولى (حوالي 20% من السعر).
- توكيل موثق مغربي لتأمين المعاملة. الموثق هو موظف عمومي مسؤول عن توثيق العقود، وضمان قانونية المعاملة، وحماية مصالح المشتري والبائع على حد سواء.
- توقيع عقد البيع، عادة ما يكون وعدًا بالبيع ثم العقد النهائي، الذي يحرره الموثق.
- دفع الرسوم والضرائب المتعلقة بالاقتناء.
للحصول على دليل مفصل حول شراء العقارات، خاصة في الدار البيضاء، اقرأ شراء عقار في الدار البيضاء: قائمة مرجعية قانونية للأفراد.
رسوم وضرائب الاقتناء
يتحمل المشتري الرسوم والضرائب المتعلقة باقتناء عقار. وتمثل في المتوسط 6-7% من سعر البيع. تشمل هذه الرسوم:
- رسوم التسجيل: 2.5% للسكن و 5% للسكن المخصص لإعادة البيع قبل 3 سنوات أو للعقار التجاري.
- رسوم المحافظة العقارية: 1.5% من سعر البيع، بالإضافة إلى رسوم ثابتة (حوالي 200 درهم لشهادة الملكية).
- أتعاب الموثق: تتراوح عادة بين 0.5% و 1% (بدون احتساب ضريبة القيمة المضافة) من سعر البيع، بالإضافة إلى ضريبة القيمة المضافة (20%).
- رسوم ملفات متنوعة (طوابع، إلخ): حوالي 1500 إلى 3000 درهم.
بيع عقار
يتطلب بيع عقار في المغرب أيضًا الامتثال لبعض الالتزامات وتقديم وثائق محددة للموثق لتحرير العقد النهائي للبيع.
الوثائق المطلوبة والإجراءات
يجب على البائع تقديم سلسلة من الوثائق لضمان شفافية وأمن المعاملة القانوني:
- عقد الشراء الأصلي للعقار.
- التصميم المساحي (البلان كادسترال).
- آخر إيصالات الضرائب (الضريبة الحضرية، ضريبة النظافة).
- شهادات براءة الذمة من شركة توزيع الماء والكهرباء (ليديك) ومشغل الهاتف.
- رخصة السكن وبطاقة الهوية الوطنية للبائع.
- شهادة ملكية صادرة عن المحافظة العقارية، تثبت الوضع القانوني للعقار وعدم وجود أي أعباء أو رهون عقارية. هذه الخدمة أصبحت الآن رقمية ويمكن الحصول عليها عبر الإنترنت من خلال موقع الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية (ANCFCC).
- بالنسبة للأرض العارية، يلزم تقديم مذكرة معلومات حضرية من الوكالة الحضرية، تحدد وجهة الأرض (قابلة للبناء أم لا).
- في حالة المحل التجاري، يلزم تقديم تصريح بالتشطيب من السجل التجاري.
يقوم الموثق بالتحقق من وثائق هوية المالك وحالته المدنية (متزوج، أعزب، مطلق، قاصر، شخص اعتباري) وكذلك تصفية الوضع القانوني والضريبي للعقار. بعد توقيع العقد النهائي وإلغاء أي رهن عقاري، يقوم الموثق بصرف الأموال ونقل الملكية لدى المحافظة العقارية، مما يضمن أمن جميع الأطراف المعنية.
الإيجار السكني
يخضع الإيجار السكني في المغرب لقواعد محددة، لا سيما القانون 67-12، الذي يهدف إلى حماية حقوق ومصالح المستأجرين والملاك.
عقد الإيجار والضمان المالي (الوديعة)
يشترط القانون أن يتم تحرير جميع عقود الإيجار كتابيًا. هذا العقد هو أساس العلاقة الإيجارية، ويحدد حقوق والتزامات كل طرف. يجب أن يتضمن تحديد هوية الأطراف، ووصف العقار (العنوان، المساحة، التجهيزات)، وشروط الإيجار (مبلغ الإيجار، مدة العقد، شروط المراجعة)، والشروط الخاصة (الأعباء، الصيانة، الضمان المالي).
الضمان المالي، أو "الوديعة"، هو مبلغ يدفعه المستأجر لتغطية الأضرار المحتملة أو الإيجارات غير المدفوعة. على الرغم من عدم وجود حد قانوني لمبلغه، فإنه يتوافق عادةً مع إيجار شهر أو شهرين. يجب إعادته إلى المستأجر في نهاية العقد، إلا في حالات الأضرار المثبتة أو متأخرات الدفع.
حقوق والتزامات الأطراف
التزامات المالك:
- توفير سكن في حالة جيدة، آمن، ومتوافق مع معايير السكن اللائق، مع تجهيزات وظيفية (سباكة، كهرباء، تدفئة).
- ضمان الصيانة الروتينية للعقار.
- احترام خصوصية المستأجر: لا يمكن للمالك دخول المسكن دون إذن صريح من المستأجر، إلا في حالات الطوارئ المثبتة.
- تحمل تكاليف الإصلاحات الكبرى (السقف، الواجهات) وتكاليف التجديد/التحسين.
التزامات المستأجر:
- دفع الإيجار في الوقت المحدد والاحتفاظ بإثبات كتابي للمدفوعات.
- صيانة العقار، بما في ذلك الإصلاحات الصغيرة (استبدال المصابيح، إصلاح التسربات الطفيفة) والحفاظ على نظافة المسكن. أي ضرر يتجاوز الاستهلاك العادي قد يؤدي إلى خصم تكاليف من الوديعة.
- الامتثال لشروط العقد.
مراجعة الإيجار وتجديد العقد
يمكن مراجعة الإيجار على فترات منتظمة، عادة كل ثلاث سنوات، وفقًا لشروط العقد أو ظروف السوق. يجب أن تكون أي مراجعة معقولة وأن يتم إبلاغ المستأجر بها مع إشعار كافٍ. يمكن تجديد العقد تلقائيًا إذا لم يطلب أي من الطرفين إنهاءه في نهاية المدة المتفق عليها. من المهم إبلاغ الطرف الآخر كتابيًا بنية تجديد العقد أو إنهائه.
حل النزاعات
في حالة الخلاف بين المالك والمستأجر، فإن الخطوة الأولى هي محاولة التوصل إلى حل ودي. إذا فشل ذلك، يمكن للأطراف اللجوء إلى المحاكم المختصة. إنهاء العقد من قبل المالك ممكن في حالات عدم الدفع، أو عدم الامتثال لشروط العقد، أو الحاجة إلى استعادة العقار للاستخدام الشخصي، ولكن يجب أن يتبع الإجراءات القانونية والحصول على إذن من المحكمة.
التسجيل والرسوم العقارية
يعد تسجيل العقارات في المغرب أمرًا بالغ الأهمية للأمن القانوني للملكية.
الرسم العقاري (الملكية)
الرسم العقاري (أو "الملكية" كما يُشار إليها أحيانًا بالمعنى التقليدي، ولكن المقصود هنا هو السند الرسمي) هو الوثيقة الرسمية التي تثبت الملكية الحصرية لعقار في المغرب. تصدره الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية (ANCFCC) بعد عملية تحديد وتحفيظ تحدد الحدود الدقيقة للعقار وتسجله في السجل العقاري. يضمن هذا النظام تفريد كل عقار، وتسوية النزاعات المتعلقة به، وإنشاء سند نهائي، مما يوفر أمانًا قانونيًا عاليًا.
من المهم التمييز بين الرسم العقاري الرسمي ومفهوم "الملكية" التقليدي، الذي يمكن أن يشير إلى نظام ملكية قائم على حقوق عرفية، غالبًا ما تكون غير مسجلة. لتأمين الملكية بالكامل، يوصى بتحويل "الملكية" التقليدية إلى رسم عقاري رسمي.
إجراءات التحفيظ
تتم عملية تحفيظ أرض لدى المحافظة العقارية للحصول على رسم عقاري عبر ثلاث مراحل رئيسية:
- مطلب التحفيظ: إيداع طلب لدى المحافظة العقارية، يتضمن الوثائق التي تثبت الملكية ودفع الرسوم.
- الإشهار: يتم تعليق إعلان بالتحديد في مقر السلطة المحلية، والمحكمة الابتدائية، والمحافظة العقارية لإعلام الجمهور ومنع أي تعرضات.
- التحديد: يقوم مهندس مساح محلف بإجراء التحديد لترسيم حدود العقار بدقة.
بعد هذه الخطوات، يجب على المطور العقاري (أو المشتري) تقديم طلب لتسجيل اسمه على الرسم العقاري المتعلق به. يجب أن يتم التسجيل في غضون مدة لا تتجاوز 18 شهرًا من تاريخ توقيع العقود. كما أدخلت الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية منصات عبر الإنترنت لتسهيل تسجيل واستشارة الرسوم العقارية، مما يقلل من الآجال الإدارية.
قانون الشغل
يشكل قانون الشغل المغربي الإطار القانوني الذي ينظم العلاقات بين أرباب العمل والأجراء في القطاع الخاص، بما في ذلك التجارة والصناعة والخدمات والقطاع الزراعي. ويهدف إلى ضمان إدارة متوافقة ومنسجمة للعلاقات المهنية.
عقود العمل
يميز قانون الشغل المغربي بشكل أساسي بين عدة أنواع من عقود العمل:
- عقد غير محدد المدة (CDI): هو النوع الأكثر شيوعًا، بدون تاريخ انتهاء، ويوفر استقرارًا وظيفيًا.
- عقد محدد المدة (CDD): يستخدم للمهام المؤقتة أو الموسمية، وهو محدود زمنيًا وقابل للتجديد بشروط معينة، لا سيما لفتح مقاولة أو مؤسسة أو إطلاق منتج جديد (سنة واحدة قابلة للتجديد مرة واحدة).
- عقد العمل المؤقت (الوساطة): يُبرم عادة بين وكالة تشغيل مؤقت، وأجير، ومقاولة مستعملة.
- عقد العمل الجزئي: يسمح للأجير بالجمع بين عدة وظائف مع احترام مدة عمل لا تتجاوز المدة القانونية القصوى.
- عقد التدريب من أجل الإدماج (ANAPEC): يوفر مزايا لصاحب العمل (توفير، تسهيلات) ولكن الأجير لا يستفيد من الضمان الاجتماعي أو التأمين التكميلي، ولا يمكنه تقديم طلب قرض بنكي.
- عقد عمل الأجانب: يخضع تشغيل وتوظيف الأجراء الأجانب لإجراء خاص منصوص عليه في المادة 516 من قانون الشغل، ويتطلب ترخيصًا من السلطة الحكومية وعقدًا مكتوبًا.
على الرغم من أن قانون الشغل المغربي لا يفرض شكليات معينة لإبرام العقد (يمكن أن يكون مكتوبًا أو شفهيًا)، فمن المفضل بشدة تحريره كتابيًا لضمان الحقوق القانونية للأطراف. لمعرفة المزيد حول هذا الجانب، يمكنكم الاطلاع على مقالنا حقوقك كعامل في المغرب.
الحد الأدنى للأجور (SMIG و SMAG)
يوجد في المغرب حد أدنى مضمون للأجور بين المهن (SMIG) للقطاعات غير الزراعية وحد أدنى مضمون للأجور في القطاع الفلاحي (SMAG) للقطاع الزراعي. تتم مراجعة هذه الأجور بشكل دوري لمراعاة التضخم وتكلفة المعيشة.
المراجعات والمعدلات لعام 2025
شهدت الأجور الدنيا في المغرب مراجعات كبيرة في إطار اتفاق للفترة 2022-2025، بهدف الحفاظ على القدرة الشرائية للعمال وتقليل الفوارق بين القطاعات. بالنسبة لعام 2025، تم تحديد الحد الأدنى المضمون للأجور (SMIG) للقطاعات غير الزراعية بمبلغ 17.10 درهم/ساعة، أي ما يعادل راتبًا شهريًا إجماليًا يبلغ حوالي 3,266.10 درهم. أما الحد الأدنى المضمون للأجور في القطاع الفلاحي (SMAG) فهو 93 درهم/يوم، أي راتب شهري إجمالي يبلغ حوالي 2,418.00 درهم. بالنسبة لعمال المنازل، يبلغ معدل الساعة 8.89 درهم/ساعة، أي ما يعادل راتبًا شهريًا إجماليًا قدره 1,697.23 درهم.
التزامات أرباب العمل
كل رب عمل يدفع أجرًا أقل من الحد الأدنى القانوني يعاقب بغرامات تصل إلى 500 درهم عن كل عامل يتقاضى أجرًا ناقصًا. كما يلتزم أرباب العمل بدفع اشتراكات إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) والتأمين الإجباري عن المرض (AMO) لموظفيهم لضمان تغطية اجتماعية دنيا.
شروط العمل
يحدد قانون الشغل المغربي قواعد دقيقة بشأن مدة العمل، والساعات الإضافية، والراحة، والإجازات.
مدة العمل
تحدد مدة العمل القانونية بـ 44 ساعة في الأسبوع للأنشطة غير الزراعية والمهن الحرة. بالنسبة لعمال المنازل، تبلغ المدة 48 ساعة في الأسبوع للبالغين و 40 ساعة للقاصرين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 عامًا. في الأنشطة الزراعية، تبلغ مدة العمل العادية 2496 ساعة في السنة، موزعة على فترات حسب احتياجات المحاصيل.
الساعات الإضافية
تعتبر الساعات التي يتم العمل بها خارج المدة القانونية ساعات إضافية. يجب ألا تتجاوز ساعتين في اليوم و 10 ساعات في الأسبوع، ولا يمكن إجراؤها إلا بناءً على طلب صاحب العمل، إلا في حالات القوة القاهرة. يجب تعويض هذه الساعات بزيادة محددة في الأجر:
- 25% للساعات التي يتم العمل بها خلال أيام الأسبوع.
- 50% للساعات التي يتم العمل بها يوم السبت.
- 100% للساعات التي يتم العمل بها أيام الأحد والأعياد الرسمية. توجد استثناءات لبعض المهن (النقل، الصحة، الأمن) التي تخضع لمعدلات زيادة مختلفة.
الراحة والإجازات
يحق للأجراء الحصول على راحة أسبوعية لا تقل عن 24 ساعة متتالية. كما يستفيدون من إجازة سنوية مدفوعة الأجر قدرها 1.5 يوم عن كل شهر عمل. يتم توفير إجازات خاصة لأحداث مثل الأمومة، الأبوة، الزواج، إلخ.
الفصل وحل النزاعات
ينظم قانون الشغل المغربي بدقة إجراءات الفصل لحماية الأجراء من إنهاء عقود العمل بشكل تعسفي.
الفصل التعسفي
يعتبر الفصل تعسفيًا إذا تم بدون سبب وجيه أو بمخالفة الإجراءات القانونية أو التعاقدية. تعدد المادة 39 من قانون الشغل الأخطاء الجسيمة التي يمكن أن تبرر الفصل دون إشعار أو تعويض، مثل الإدانة بجريمة تمس الشرف، أو إفشاء الأسرار المهنية، أو السرقة، أو خيانة الأمانة، أو السكر العلني، أو تعاطي المخدرات، أو الاعتداء الجسدي، أو الشتائم الخطيرة، أو الرفض غير المبرر لأداء العمل، أو الغياب المتكرر وغير المبرر، أو إلحاق ضرر متعمد بالمعدات. بالنسبة للأخطاء غير الجسيمة، يجب على صاحب العمل اتباع مبدأ العقوبات التدريجية.
إجراءات الفصل
تفصل المواد من 62 إلى 65 من قانون الشغل إجراءات الفصل التأديبي. يؤدي عدم الامتثال لأي من هذه الإجراءات الشكلية إلى جعل الفصل تعسفيًا ويمنح الأجير الحق في الحصول على تعويضات. الخطوات هي كما يلي:
- الاستدعاء لمقابلة أولية: يجب على صاحب العمل استدعاء الأجير كتابيًا لجلسة استماع في غضون ثمانية أيام من تاريخ معاينة الفعل المنسوب إليه.
- جلسة الاستماع الأولية: يجب أن تتم المقابلة بحضور مندوب الأجراء أو ممثل نقابي يختاره الأجير. يتم تحرير محضر وتوقيعه من قبل الطرفين. إذا رفض أحد الطرفين مواصلة الإجراء، يتم اللجوء إلى مفتش الشغل.
- قرار الفصل والإخطار به: يجب اتخاذ قرار الفصل في غضون فترة معقولة (عادة 8 أيام) بعد جلسة الاستماع. يجب تسليم رسالة الفصل إلى الأجير في غضون 48 ساعة من اتخاذ القرار، إما يدويًا مقابل إيصال، أو عن طريق مفوض قضائي، أو عن طريق رسالة مسجلة مع إشعار بالاستلام. يتم أيضًا إرسال نسخة من هذه الرسالة، مصحوبة بمحضر جلسة الاستماع، إلى مفتش الشغل. يجب أن تشير الرسالة إلى أسباب الفصل وتاريخ المقابلة.
التعويضات في حالة الفصل التعسفي
إذا اعتبر الفصل تعسفيًا، يمكن للأجير المطالبة بعدة تعويضات:
- تعويض عن الفصل: يُحسب بناءً على أقدمية الأجير، ويتراوح بين 96 ساعة من الأجر للسنوات الخمس الأولى و 240 ساعة لأكثر من 15 عامًا.
- تعويض عن مهلة الإشعار: يُستحق إذا لم يحترم الفصل مهلة الإشعار القانونية. تختلف مدة مهلة الإشعار حسب الفئة (إطار، موظف، عامل) والأقدمية (من 8 أيام إلى 3 أشهر).
- تعويض عن الضرر: في حالة الإنهاء التعسفي، يحق للأجير الحصول على تعويض عن الضرر يُحسب على أساس شهر ونصف من الأجر عن كل سنة أو جزء من سنة عمل، بحد أقصى 36 شهرًا من الأجر.
الطعون والمحاكم
يمكن للأجير رفع دعوى أمام المحكمة الابتدائية المختصة في القضايا الاجتماعية للطعن في فصله، مع أجل تقادم يبلغ سنتين. قبل اللجوء إلى القضاء، غالبًا ما يتم تشجيع إجراء صلح أمام مفتش الشغل. يعتبر الاتفاق الذي يتم التوصل إليه عن طريق الصلح نهائيًا وغير قابل للطعن.
تُعالج نزاعات الشغل في المغرب بشكل أساسي من قبل أقسام الشغل داخل المحاكم الابتدائية. يمكن استئناف القرارات أمام محكمة الاستئناف. يعتبر التحكيم أيضًا طريقة معترف بها، لا سيما في النزاعات الجماعية.
الضمان الاجتماعي (CNSS)
يدير نظام الضمان الاجتماعي المغربي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، الذي أُنشئ عام 1959 ويخضع الآن لوصاية وزارة المالية. يتولى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مسؤولية ضمان التوازن بين الإيرادات والنفقات وتقديم مختلف التعويضات.
الاشتراكات والتعويضات
تُقسم اشتراكات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بين الأجير وصاحب العمل. وهي تغطي عدة مخاطر:
- التعويضات العائلية: 6.40% من كتلة الأجور (على عاتق صاحب العمل).
- التعويضات الاجتماعية (المرض والأمومة نقدًا، الوفاة، العجز، الشيخوخة، البقاء على قيد الحياة): يساهم صاحب العمل بنسبة 13.46% والأجير بنسبة 4.48% من كتلة الأجور للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
- التأمين الإجباري عن المرض (AMO): يساهم صاحب العمل بنسبة 4.11% والأجير بنسبة 2.26% من كتلة الأجور.
- رسم التكوين المهني: 1.60% من كتلة الأجور (على عاتق صاحب العمل).
- التعويض عن فقدان الشغل: 0.38% لصاحب العمل و 0.19% للأجير.
تشمل التعويضات التي يقدمها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ما يلي:
- التعويضات قصيرة الأجل: تعويضات يومية في حالة المرض، والحوادث غير المهنية، والأمومة، وتعويضات في حالة الوفاة.
- التعويضات طويلة الأجل: معاشات العجز، ومعاشات الشيخوخة (التقاعد)، ومعاشات الباقين على قيد الحياة.
بالنسبة لمعاشات الشيخوخة، يبلغ سن التقاعد 60 عامًا، ويجب أن يكون الأجير قد جمع ما لا يقل عن 3240 يومًا من الاشتراكات. يُحسب المعاش عمومًا على أساس متوسط الأجر المصرح به، بحد أدنى 50% لـ 3240 يومًا من الاشتراك وحد أقصى 70% من متوسط الأجر. تُدفع معاشات الباقين على قيد الحياة إلى ذوي حقوق المؤمن له المتوفى الذي استوفى شروط الحصول على معاش الشيخوخة أو العجز.
يغطي نظام الضمان الاجتماعي جميع الأجراء في القطاعين العام والخاص. يدير نظام الطلاب الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (CNOPS). أدت التحسينات في التصاريح الإلكترونية إلى اعتماد بوابة "ضمانكم 2" (DAMANCOM2)، مما يوفر مزيدًا من الدقة والخيارات للمنخرطين.
مجالات أخرى من القانون الشخصي
بالإضافة إلى المجالات الأسرية والعقارية والمهنية، يشمل القانون الشخصي في المغرب جوانب أساسية أخرى من الحياة اليومية للأفراد.
تغيير الاسم الشخصي والعائلي
تخضع إمكانية تغيير الاسم العائلي أو الشخصي لإجراءات إدارية وقانونية دقيقة في المغرب.
الإجراءات والمعايير
لتغيير الاسم العائلي، يجب تقديم طلب كتابي إلى اللجنة العليا للحالة المدنية. تشمل الوثائق الداعمة نسخة كاملة من رسم ولادة الشخص المعني وأولاده، ومستخرجًا من السجل العدلي (للشخص والأبناء البالغين)، وإثباتًا للاسم المختار (رسم ولادة لأحد أفراد الأسرة من جهة الأب يحمل الاسم أو شهادة عدلية/إدارية). يجب أن يتوافق الاسم الجديد مع باقي أفراد الأسرة من جهة الأب، وأن يحترم القوانين المعمول بها، وألا يمس بالنظام العام والديني. الإجراء مجاني.
لتغيير الاسم الشخصي، يختلف الإجراء حسب ما إذا كان الاسم مغربيًا أم لا. إذا لم يكن الاسم مدرجًا في قائمة الأسماء المغربية، يجب إرسال الطلب إلى اللجنة العليا للحالة المدنية، مصحوبًا برأي السلطة المحلية، ونسخة من رسم الولادة، ومرسوم، والسجل العدلي. إذا كان الاسم مغربيًا، يجب التوجه إلى مكتب الحالة المدنية بمحل الإقامة وسيُطلب قرار قضائي. تغيير الاسم الشخصي مجاني أيضًا.
شهادة المطابقة
بالنسبة للمغاربة المقيمين في الخارج، وخاصة في فرنسا، تعد شهادة المطابقة وثيقة أساسية. فهي تسمح بإثبات الهوية في حالة تغيير الحالة المدنية (الاسم، الاسم الشخصي، مكان أو تاريخ الميلاد) ومعترف بها من قبل السلطات الفرنسية. يتم الحصول عليها من القنصلية المغربية من خلال تقديم الوثائق التي تثبت الهوية القديمة والجديدة.
قانون حماية المستهلك
يهدف قانون حماية المستهلك في المغرب إلى حماية المستهلكين، الذين يعتبرون الطرف الضعيف في العلاقة التجارية، من الممارسات التجارية المضللة أو المحظورة.
حماية المستهلك والأسس
يلتزم المهنيون بإبلاغ المستهلكين بالمنتجات والخدمات التي يقدمونها، تحت طائلة عقوبات مدنية وجنائية. تاريخيًا، كان قانون العقود يقوم على فكرة أن الأطراف متساوية وحرة في التعاقد. ومع ذلك، مع تطور الأسواق وتأثير الإعلانات والتسويق، أصبح من الضروري هيكلة قانون جديد، وهو قانون حماية المستهلك، لاستعادة الثقة وحماية المستهلك. هذا القانون سمة مميزة للدول المتقدمة، حيث يحمي شخص المستهلك ومصالحه الاقتصادية على حد سواء.
مبادئ العقود المطبقة
يخضع قانون العقود في المغرب لظهير الالتزامات والعقود (DOC) لعام 1913، وهو توليفة من الفقه الحنفي والمالكي. تنطبق المبادئ الأساسية لقانون العقود أيضًا على عقود الاستهلاك:
- حرية التعاقد: للأطراف حرية التفاوض وإبرام العقود، ولكن هذه الحرية مؤطرة بالقانون لحماية الطرف الأضعف والمصلحة العامة.
- الرضائية: من حيث المبدأ، يكفي مجرد تلاقي الإرادتين لتكوين العقد، على الرغم من أن بعض العقود الشكلية تتطلب شكلًا محددًا.
- القوة الملزمة: العقد المبرم قانونًا "يقوم مقام القانون" بالنسبة للأطراف، الذين يلتزمون بتنفيذ التزاماتهم.
- حسن النية: يجب على الأطراف التصرف بحسن نية عند التفاوض وتكوين وتنفيذ العقود.
- النظام العام والسبب المشروع: لا يمكن للعقود أن تنتهك النظام العام أو القوانين الآمرة أو الآداب العامة. الالتزام بدون سبب أو بسبب غير مشروع يعتبر باطلاً.
- الأهلية: يمكن لأي شخص التعاقد ما لم يُعلن عن عدم أهليته. في المغرب، تحدد الأهلية القانونية بـ 18 عامًا. لا يمكن للقاصرين غير المرشدين والبالغين الخاضعين للوصاية التعاقد بمفردهم.
- المحل المعين: يجب أن يكون محل العقد معينًا وممكنًا، ماديًا وقانونيًا.
- عيوب الرضا: يجب ألا يكون الرضا معيبًا بالغلط أو التدليس (المناورات الاحتيالية) أو الإكراه.
المسؤولية المدنية الفردية
المسؤولية المدنية هي آلية قانونية أساسية تهدف إلى حماية الأفراد من العواقب المالية للأضرار التي قد يتسببون فيها للآخرين. وهي تعمل على تعويض ضحايا هذه الأضرار، سواء كانت مادية أو جسدية أو معنوية.
التأمين على المسؤولية المدنية
في المغرب، تتوفر تأمينات مختلفة للمسؤولية المدنية للأفراد والمهنيين. لا يعد التأمين على المسؤولية المدنية الفردية (RC Vie Privée) إلزاميًا بشكل عام ولكنه موصى به بشدة لتغطية الأضرار الناجمة في الحياة اليومية. بالنسبة للمهنيين، تم تصميم التأمين على المسؤولية المدنية المهنية (RC Pro) لحمايتهم من الأضرار التي تلحق بالغير في سياق أنشطتهم. وهو إلزامي لبعض المهن المنظمة (الطبية، المحامون، المهندسون المعماريون) وموصى به لجميع المهنيين الآخرين.
يغطي التأمين على المسؤولية المدنية المهنية بشكل أساسي الأضرار المادية (الممتلكات المتضررة)، والأضرار الجسدية (الإصابات الناجمة)، والأضرار غير المادية (الخسائر المالية الناتجة عن خطأ أو إهمال). وهو يغطي الأضرار التي يسببها المؤمن له نفسه، وممتلكات شركته، وكذلك المتعاونون معه (الموظفون، المقاولون من الباطن).
القانون الإداري والمواطن
القانون الإداري هو فرع من فروع القانون العام الداخلي يهتم بتنظيم الدولة، وإدارة الخدمات العامة، وعلاقاتها مع الأفراد.
التعريف والمبادئ
القانون الإداري المغربي، على الرغم من استلهامه من القانون الفرنسي، مستقل عن القانون الخاص. تفسر هذه الاستقلالية بحقيقة أنه ينطبق على الأعمال المنجزة في إطار المصلحة العامة وأنه يطبق من قبل هيئات قضائية محددة (المحاكم الإدارية). إنه قانون في تطور مستمر، يوفق بين السلطة والحرية.
مبادئه الأساسية مكرسة في الدستور المغربي ومصادر قانونية مختلفة غير مدونة في نص واحد. تشمل هذه المبادئ مساواة جميع المغاربة أمام القانون، وحرية التنقل، والتعبير، والتجمع، والحق في التعليم والعمل. يجب أن تكون القرارات الإدارية متوافقة مع الدستور والقوانين واللوائح، مع احترام تدرج القواعد القانونية.
التفاعلات المواطنية والمنازعات
ينظم القانون الإداري العلاقات بين الإدارة والمواطنين، لا سيما في مجال إدارة الخدمات العامة والصفقات العمومية. يمكن للمواطنين الطعن في القرارات الإدارية المحلية أمام المحكمة الإدارية في حالة عدم الشرعية. تغطي المنازعات الإدارية مجالات متنوعة مثل النزاعات في مجال الوظيفة العمومية (النزاعات بين الموظفين وصاحب العمل) والطعون في إسناد أو تنفيذ الصفقات العمومية. يساعد العديد من المحامين المتخصصين في القانون الإداري المواطنين والشركات في إجراءاتهم ومنازعاتهم مع الإدارة.
الحقوق الأساسية والإجراءات الجنائية
يضمن الدستور المغربي لجميع المواطنين حقوقًا أساسية جوهرية، ويؤطر قانون المسطرة الجنائية حماية هذه الحقوق، لا سيما عند ارتكاب الجرائم.
الحقوق الدستورية
الحقوق الأساسية في المغرب مكرسة في الدستور، الذي يضمن بشكل خاص ما يلي:
- الحق في الحياة، والسلامة الشخصية، وحماية الممتلكات.
- حظر التعذيب، والاعتقال التعسفي أو السري، والاختفاء القسري.
- قرينة البراءة والحق في محاكمة عادلة.
- الحق في حماية الحياة الخاصة، وحرمة المنزل، وسرية الاتصالات الخاصة.
- حريات الفكر، والرأي، والتعبير بجميع أشكاله، والإبداع، والنشر، والتجمع، والتجمهر، والتظاهر السلمي، وتأسيس الجمعيات، والانتماء النقابي والسياسي.
- الحق في الملكية.
هذه الحقوق معترف بها أيضًا بموجب صكوك دولية مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يؤكد أن جميع البشر يولدون أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق، وأن هذه الحقوق عالمية ومترابطة وغير قابلة للتجزئة. الحق في احترام الحياة الخاصة، على سبيل المثال، يعني احترام الخصوصية، والسر الطبي، وحدود ممارسات التجسس.
الإجراءات الجنائية وحقوق المتهم
ينقسم نظام العدالة الجنائية في المغرب إلى ثلاث مراحل رئيسية: مرحلة التحقيق، ومرحلة المحاكمة، ومرحلة التنفيذ.
عند الاعتقال، وهو إجراء أساسي للشرطة القضائية، يُحرم الفرد مؤقتًا من حريته. تُحمى حقوق المتهم منذ هذه المرحلة:
- الإعلام بالحقوق: يجب إعلام الشخص الموقوف، فور إيقافه، بحقوقه، بما في ذلك الحق في عدم الشهادة ضد نفسه والحق في رفض الإجابة على بعض الأسئلة. يجب تقديم هذه المعلومات شفهيًا وكتابيًا، بلغة يفهمها الشخص، مع مساعدة مجانية من مترجم إذا لزم الأمر.
- المساعدة القانونية: لكل شخص محروم من حريته الحق في المساعدة القانونية. إذا لم يكن قادرًا على دفع أتعاب محامٍ، يتم تعيين محامٍ له مجانًا. لا ينبغي أن يعتمد الوصول إلى محامٍ على صفة "المشتبه به" ولا على الطابع "الرسمي" للاستجواب.
- إخطار الأسرة: يجب إخطار الأسرة أو شخص ثالث من اختياره بواقعة الاحتجاز ومكانه وأسبابه فور الحرمان من الحرية.
- الحراسة النظرية: تخضع القواعد المنظمة للحراسة النظرية لنفس مبادئ التحقيق في حالة التلبس. يمكن للمحامي مساعدة المشتبه به أثناء الاستجواب وتقديم ملاحظات مكتوبة.
المخالفات البسيطة وقضاء الأحداث
يميز القانون الجنائي المغربي بين الجرائم حسب خطورتها:
- المخالفات: عقوبات الحبس لأقل من شهر وغرامات من 30 إلى 1200 درهم.
- الجنح: عقوبات الحبس من شهر إلى خمس سنوات وغرامات تزيد عن 1200 درهم.
- الجنايات: عقوبات أشد، تصل إلى السجن المؤبد.
يتقادم الحق في إقامة الدعوى العمومية بسنة واحدة للمخالفات، و 4 سنوات للجنح، و 15 سنة للجنايات. لمزيد من المعلومات حول كيفية التعامل مع هذه الحالات، اطلع على مقالنا كيفية التعامل مع مخالفة جنائية بسيطة في الدار البيضاء.
يوجد في قضاء الأحداث بالمغرب هيئات قضائية متخصصة، لا سيما قاضي الأحداث على مستوى المحكمة الابتدائية وغرفة الجنح للأحداث لدى محكمة الاستئناف. تُعدل المسؤولية الجنائية للأحداث:
- يعتبر الأحداث دون سن 12 عامًا غير مسؤولين تمامًا؛ ولا يمكن فرض أي عقوبة عليهم.
- يعتبر الأحداث الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عامًا مسؤولين جزئيًا ويمكن أن يخضعوا لتدابير حماية وإعادة تأهيل، وبشكل استثنائي، لعقوبة مخففة. يمكن لقاضي الأحداث الأمر بتدابير احتجاز مؤقتة، مثل الإيداع لدى الوالدين، أو الوصي، أو شخص موثوق به، أو مركز ملاحظة. مصلحة الطفل الفضلى هي جوهر القرارات.
تدير المحاكم الابتدائية في الدار البيضاء، كما هو الحال في أماكن أخرى في المغرب، مجموعة واسعة من القضايا المدنية والجنائية والأسرية. بحلول عام 2025، تم دمج جزء كبير من القضايا في نظام "ساج" (SAGE) لتحسين الإدارة. تكون الرسوم القضائية بشكل عام متناسبة مع المبلغ المطالب به، مع جداول محددة. تتوفر المساعدة القضائية للأشخاص في وضعية هشة، وتغطي أتعاب المحامين.
الموارد القانونية والنصائح العملية
قد يكون التعامل مع النظام القانوني المغربي معقدًا. من الضروري معرفة الموارد المتاحة واعتماد ممارسات حكيمة.
المساعدة القانونية والمحامون
تتوفر عدة خيارات للأفراد الباحثين عن مساعدة قانونية في المغرب، وخاصة في الدار البيضاء:
- العيادات القانونية: تقدم بعض الكيانات مساعدة قانونية مجانية مع محامين متخصصين، يساعدهم أحيانًا طلاب قانون. وهذا يوفر المشورة والمساعدة في استكمال الملفات.
- مكاتب المحاماة: تقدم العديد من المكاتب مجموعة كاملة من الخدمات القانونية. وهي تغطي مختلف مجالات القانون الشخصي والتجاري، وتقدم مشورة شخصية، وتمثيلاً أمام المحاكم، وخبرة قطاعية.
- المنصات عبر الإنترنت: تقدم بعض الخدمات استشارات قانونية عن بُعد (هاتف، فيديو، بريد إلكتروني)، وتحرير ومراجعة الوثائق القانونية، وأحيانًا دعمًا غير محدود عن طريق الاشتراك. قد يقدم البعض استشارة هاتفية أولية مجانية.
تقدم هذه الخدمات بشكل عام من قبل خبراء أكفاء، غالبًا ما يكونون متعددي اللغات، وقادرين على تقديم إجابات مخصصة وتكييف نهجهم مع التحديات المحددة لكل موقف.
الوساطة والتحكيم
تُفضل بشكل متزايد الطرق البديلة لحل النزاعات (ADR)، مثل الوساطة والتحكيم، في المغرب لحل النزاعات وديًا، وبالتالي تجنب الإجراءات القضائية الطويلة والمكلفة.
- الوساطة: يسهل طرف ثالث محايد (الوسيط) المناقشات بين الأطراف لمساعدتهم في إيجاد حل مقبول للطرفين.
- الصلح: مشابه للوساطة، ويتضمن مصالحًا متطوعًا يقترح اتفاقًا.
- التحكيم: يتفق الأطراف على عرض نزاعهم على محكم واحد أو أكثر يصدرون قرارًا قابلاً للتنفيذ. وهي طريقة معترف بها للنزاعات الجماعية والشروط التعاقدية المحددة.
تعتبر هذه الآليات مفيدة بشكل خاص للنزاعات التعاقدية، أو حالات التخلف عن السداد، أو فسخ العقود، ويمكن النص عليها في شروط محددة في العقود.
نصائح عملية
لأي مسألة قانونية شخصية في المغرب، يوصى بشدة بما يلي:
- إضفاء الطابع الرسمي على الاتفاقيات كتابيًا: على الرغم من أن بعض العقود يمكن أن تكون شفهية، إلا أن العقد المكتوب يعد دليلاً أساسيًا وضمانًا لحقوق الأطراف.
- طلب المشورة القانونية المبكرة: استشارة متخصص قانوني بمجرد ظهور سؤال أو نزاع يساعد على توقع المشاكل واختيار أفضل استراتيجية.
- البقاء على اطلاع بالتغييرات التشريعية: القانون المغربي، وخاصة المدونة، في تطور مستمر. يساعد البقاء على اطلاع بالإصلاحات على فهم الحقوق والالتزامات بشكل أفضل.
- فهم المصطلحات متعددة اللغات: تعد معرفة المصطلحات القانونية باللغتين الفرنسية والعربية ميزة للتعامل مع الوثائق الرسمية والمناقشات مع المتخصصين القانونيين.
خاتمة
يتميز المشهد القانوني الشخصي في المغرب بثراءه وتعقيده، وهو نتاج تاريخ يمزج بين التقاليد الإسلامية والتأثيرات القارية. أدت مدونة 2004، بإصلاحاتها التقدمية في الزواج والطلاق وحضانة الأطفال والممتلكات، إلى تحديث عميق لقانون الأسرة، مما عزز استقلالية المرأة وحماية الطفل. وتشهد توقعات الإصلاحات الجديدة في عام 2025 على التزام المملكة المستمر بتكييف تشريعاتها مع الواقع الاجتماعي والمعايير الدولية.
بالإضافة إلى قانون الأسرة، تحكم أطر قانونية قوية العقارات، والعمل، والاستهلاك، والمسؤولية المدنية، والتفاعلات مع الإدارة. يعد الدور المركزي للموثق في المعاملات العقارية، وحماية حقوق الموظفين بموجب قانون الشغل والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وكذلك ضمانات الحقوق الأساسية في الإجراءات الجنائية، كلها ركائز تضمن الأمن القانوني للأفراد.
يتطلب التعامل الفعال في هذه المجالات فهمًا واضحًا للإجراءات والحقوق والالتزامات. تتزايد أهمية الصلح والوساطة كطرق لحل النزاعات، مما يوفر بدائل أسرع وأقل خصومة للطرق القضائية.
باختصار، يعد النهج الاستباقي، الذي يجمع بين المعلومات الجيدة، وإضفاء الطابع الرسمي على الالتزامات كتابيًا، واللجوء إلى متخصصين قانونيين أكفاء، أمرًا لا غنى عنه لأي فرد يرغب في تأمين شؤونه القانونية الشخصية في المغرب. النظام يتطور، ومعه تتطور فرص ضمان حماية أكبر لحقوق الجميع.